خسارة القضية: وجع المحامي الصامت

خسارة القضية: وجع المحامي الصامت

كثيراً ما يصدر الحكم القضائي بخلاف ما توقّعه المحامي، ويكون وقع الصدمة أقسى إذا كان قد درس القضية جيداً وتنبّأ لنتيجة حتمية لصالح موكله.

الخسارة موجعة، ومن حق المحامي ان يقف أمامها قليلاً من أجل استيعابها، لكن الانغماس فيها لفترة طويلة سينعكس سلباً عليه. فقد تشتّت تركيزه، وتضعف إنتاجيّته في قضايا أخرى. وغالباً، المحامي لا يملك رفاهية الاستسلام.


حتى تتجاوز هذه المرحلة وتستعيد تركيزك، هناك خطوات بسيطة وفعالة

1. ذكّر نفسك بأن القضية انتهت

لكل مرحلة وقتها، والاستئناف سيحين أوانه إن كان ممكناً. وإن لم يكن، فعليك التعامل مع النتيجة كما هي. فهناك ملفات أخرى بانتظارك وإن لم تولِها تركيزك فستكرر نفس الخسارة بطريقة أو بأخرى.

2. المحامين يخسرون

ربما مررت بتجربة أثناء تدريبك، ووقفت في جلسة ضد محامٍ مخضرم له اسمه وكسبت أنت القضية. هذهِ الحقيقة.. حتى المحامين الكبار يخسرون ولا أحد منهم ضد الهزيمة الا ذلك المحامي الذي يختار تولّي القضايا واضحة النتائج بموجب نظام قانوني سهل.

3. دورك في القضية لم يكن صنع قانون جديد

مهمتك كمحامي هي أن تطبّق القانون الساري في بلدك على الوقائع التي حصلت، لا أن تخلق قانون جديد ليوائم الوقائع. فإذا كانت الوقائع لا تصبّ في مصلحة موكّلك، فهذه ليست مسؤوليتك.

أحياناً، ما يبدو خسارة في الظاهر، قد يكون أفضل نتيجة ممكنة للموكّل من الناحية الواقعية.


كيف تحوّل الخسارة إلى درس يطوّرك؟

اعترف بأخطائك

لاتنكر تقصيرك متى ماوُجد وكان له دور في الخسارة، حدّد الخطأ، وافهم أسبابه، وابدأ بإصلاحه مباشرة.

لا توهِم موكّلك

- كن صادقاً معه وضع أمامه كافة احتمالات القضية، دون شعارات رنّانة أو وعود زائفة. تفادى العبارات مثل: “القضية محسومة لصالحكم” أو “من المستبعد تماماً أن يستمع القاضي للطرف الآخر”. فهذه العبارات وان كانت تحمل طمئنه لموكّلك الا انها قد تؤذيك لاحقاً.


الخلاصة:

الخسارة جزء من هذه المهنة.. تقبّلها وتعلّم منها.

إن أضعت وقتك في جلد الذات أو الهروب من الواقع، فأنت تهيّئ نفسك لخسارة جديدة في القضية القادمة. ركّز، واستفد من اخطاءك.


هذا المقال جزء من رحلة طويلة في الترافع القضائي، والي تعلمت فيها ان الهزيمة أحياناً هي محرّك التطوّر والنضج المهني..

شاركني رأيك وتجربتك،،